المعلم ودورة فى العملية التعليمية
صفحة 1 من اصل 1
المعلم ودورة فى العملية التعليمية
إن مهنة التدريس من المهن التي تحتاج إلى ثقافة عامة واسعة ، لتهذب روح المعلم ، وتقوّم سلوكه وخلقه ، وتنمي عقله وتنظمه ، وتهذب ذوقه الفني وتكشف عما لديه من استعدادات فنية وقدرات إبداعية .
ومن هنا كان لابد للمعلم من كفايات علمية حتى يكون على مستوى المهنة التي يضطلع بها ومن هذه الكفايات :
(1) المعلم ذو ثقافة عامة واسعة :
كلما ازدادت ثقافة المعلم وسعة اطلاعه كلما كان أقدر على التعامل مع طلابه وتقديم المادة العلمية لهم ، والمعلم ذو الثقافة العالمية يستطيع أن يجذب الطلاب إليه ويجعلهم يحبونه ، لا اعتقادهم بأنه يمتلك قدرات عالية يمكن أن يستفيدوا منها ولهذا فعلى المعلم ( ألا يدع فناً من العلوم المحمودة ، ولا نوعاً من أنواعه إلا وينظر فيه نظراً يطلع به على مقصده وغايته ، ثم إن ساعده العمر ظل يتبحر فيه وإلا اشتغل بالأهم منه واستوفاه وتطرف من البقية فإن العلوم متفاوتة وبعضها مرتبط ببعض
ومن هنا أرى أن على المعلم أن لا يحصر نفسه في تخصصه فقط بل لا بد من الإطلاع على العلوم الأخرى ، والمعلم الناجح الذي يستطيع أن يأخذ من كل علم جانباً ولو بسيطاً .
من القضايا المؤسفة التي تحصل في مدارسنا أن مدرس مادة علمية يجهل بعض القضايا التاريخية أو الجغرافية لبلده وأمته بحجة أنه علمي ومتخصص في المواد العلمية أو العكس تجد مدرساً للمواد الاجتماعية أو الفلسفية قد نسي أبسط القواعد أو المعارف العلمية فنجده يعطي بعض الأمثلة أو المعلومات الخاطئة حولها مما يثير الضحك والاستهزاء من قبل تلاميذه .
فلابد إذن من إلمام المعلم بالثقافة الواسعة ، لأن وظيفة المدرس هي تقديم التلميذ لمجتمعه وتقديم المجتمع للتلميذ ( [56])
(2) متعمق في مادته :
من الأمور البارزة التي تجذب المعلم إلى المتعلمين وتكسبه احترامهم غزارة المادة العلمية التي يمتلكها ، فإذا أراد المعلم أن يمتلك قلوب تلاميذه لا بد أن يملك عقولهم بما يقدمه لهم من علم ومعرفة .
( وإذا أراد المعلم أن يحقق ذاته ويُحتَرم من تلاميذه أن يطالب نفسه في كل يوم باستفادة علم جديد ، ويحاسبها على ما حصّله ، ويجتهد في الاشتغال في العلم قراءة ومطالعة وتعليماً ومباحثة ومذاكرة وفكراً وحفظاً وإقراءً غيرها) ( [57])
ومن هنا نرى أن المعلم الجيد لا يقطع صلته بالمادة التي يعلمها أبداً ،إنه يقرأ بتوسعٍ وتعمقٍ ، ويقبل على الدراسة والبحث بشغف ، ليتمكن لمَّ أطراف المادة وتقديمها بأحسن صورة لطلابه ، ولا يكتفي أبداً بما يجده في الكتاب المدرسي ، ولا بد أن يتوقع من تلاميذه أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات دقيقة وواضحة ، وبدون سعة الإطلاع لا يستطيع الإجابة .
ومما يؤسف له ما نجده من انصراف المعلمين بشكل عام عن المطالعة والبحث واقتصارهم على ما تقدمه لهم الكتب المدرسية المقررة حتى أصبحوا نسخاً عنها ، بل ونجد من المعلمين من ينزعج إذا تم تحويله من مرحلة دراسية إلي أخرى لأنه سوف يتعامل مع كتب ومناهج جديدة ، والأدهى والأمر أنه إذا كلّف ببحث أو دراسة فإنه يشعر وكأنه كُلّف بنقل جبل من مكانه وإذا كلًف خاطره وقام بهذا البحث فإنه يقوم به على مضض ولا يكلف نفسه أن يعده إعداداً علمياً سليماً .
(3) المعلم باحث ونامٍ في مادته :
من القضايا التي تجذب المعلم إلى طلابه وتغرس في نفوسهم حبه واحترامه ، أن يأتيهم بالجديد دائماً ، ويأبى أن يشرب طلابه من الماء الراكد أو يأكلوا طعاماً من اليوم الفائت . وإنما يحاول أن يأتيهم بالجديد في كل حصة ، ولا يكون له ذلك إلا إذا كان دائم البحث والإطلاع ، وطلب العلم والسهر عليه .
إن العالم اليوم شديد التغير ، يعيش ثورة تكنولوجية هائلة ، يتبعها ثورة معرفية موازية لها ومن لا يتابع كل جديد ، يجد نفسه متأخراً وقد فاته الركب .
إن المعلم الذي لا يطور نفسه ويبحث بجد واجتهاد سيجد نفسه يركض خلف طلابه ولا يستطيع اللحوق بهم مهما أسرع الخطى .
ومن الأمثلة الشاهدة على ذلك أن طالباً سأل مدرساً في حصة الحديث الشريف عن درجة صحة الحديث الذي يدرسهم إياه فقال المعلم سوف آتيك بالإجابة غداً أو في الحصة القادمة . وبعد مدة سأل الطالب أستاذة ، هل تحققت من صحة الحديث يا أستاذ؟ فأجابه المعلم لم استطع التحقق منه لأنه ليس لدى مصدر موثوق حتى أتحقق منه ، أنا آسف . فقال الطالب : لا بأس يا أستاذ ! خذ هذه الورقة فقد راجعت الحديث بنفسي على جهاز الحاسب الآلي من موسوعـة الحديث الشـــريف و أحضرته لك مخرجاً من خمسة عشر مرجعاً ومطبوعاً بنفس خط كتابة الحديث الشريف في الكتب المعتمدة .
لقد سبق هذا الطالب أُستاذه ، فان لم يتدارك المدرس نفسه في البحث والاجتهاد واستخـــدام الوسائل الحديثة ، ويكون طالب علم حقيقي فســوف يتجاوزه طـــلابه
ولا أظن أن مدرساً يتجاوزه طلابه علمياً يمكن أن يكون محبوباً لديهم ، بل على العكس سوف يعتبر متخلفاً لا يستحق الحب والتقدير .
فعلى معلم التربية الإسلامية أن يكون ملماً بكل الفنون التي يمكن أن تسخر لخدمة المادة العلمية، ولا يرحم الطلاب المعلم الذي يقول أنا لا أعرف استخدام الحاسوب وليس عندي حاسوب في وقت أصبح الأطفال يستخدمونه .
4- المعلم متواضع وموضوعي :
قال تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء "( [58])
المعلم الحقيقي هو الذي يعرف قيمة العلم ، ويعرف أنه مهماً تعلم وارتقى في علمه يبقى طالب علم ولا يمكن أن يغتر بعلمه ، وبالتالي فإن المعلم المتواضع في علمه لا يتردد في أن يقول لا أدري إن كان لا يدري ، وكم يكبر المعلم في عيون تلاميذه ويكبر حبهم له عندما يقف أما مهم يقول لا أدري ، بل إن الأهمَّ من ذلك أن يعترف بخطئه ويتراجع عنه ، فهو ليس معصوماً عن الخطأ، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل
إن المعلم يعرف الكثير فإذا سئل وقال لا أدري فإن ذلك لا يضع من قدره كما يظن بعض الجهلة ، بل يرفعه ، لأنه دليل على ثقته بنفسه ،وقوة دينه وتقواه ، وطهارة قلبه ، وكمال معرفته وحسن نيته … وإنما يأنف من قول لا أدري من ضعف ديانته وقلة معرفته ، لأنه يخاف من سقوطه من أعين الحاضرين ، وهذه جهالة ورقة دين ، وربما يشتهر خطؤه بين الناس فيقع فيما فرّ منه ويتصف عندهم بما احترز عنه ( [59])
فالمعلم إذا شعر بخطأ صدر عنه سارع إلى الرجوع عنه انطلاقاً من الأمانة العلمية حيث الأمانة من لوازم الإيمان .
سئل العلامة ابن باديس رحمه الله عن مسألة فقهية ، فأفتى فيها بغير المشهور ، ولما تبيّن له الصواب رجع إليه ، ونبه على ذلك الخطأ وأورد الصواب في مجلة الشهاب ، وقد كان يكفيه أن يوضح تلك المسألة للسائل فحسب ، وعلل صنيعه ذلك قائلاً :" أردت أن تكون لكم درساً في الرجوع إلى الحق وأضاف موضحاً : تركت لكم مثلاً أنه إذا كان الإنسان عالما يجب عليه أن يعيش للعلم " ( [6.])
ويذكر أحد الموجهين أنّه حضر حصة تلاوة عند أحد المعلمين ، وأثناء تلاوة المعلم أخطأ في تلاوة كلمة ولم ينتبه لنفسه وبعد أن انتهى من التلاوة طلب من أحد الطلبة أن يتلو الآيات ، وأثناء تلاوة الآيات قرأ الطالب الكلمة خطأ كما قرأها المعلم ، فأوقفه المعلم وصوّب له الخطأ فقال الطالب أنت قرأتها هكذا يا أستاذ ، فقال المعلم إن كنت قرأتها هكذا فقد أخطأت وأنا آسف والصواب أن تقرأها هكذا .. فقال الطالب مسروراً شكراً يا أستاذ .
لا شك أن المعلم الذي يقول لا أدري عندما لا يدري ويعترف بخطئه إذا أخطأ يكسب ثقة تلاميذه ومحبتهم ويقبلون عليه بالسؤال والاستفسار ، لشعورهم بأنه صاحب حقيقة يجهر بها ولا يخشى في الله لومة لائم.
5 -المعلم نامٍ مهنياً :
المعلم الناجح يجب أن يكون ناميــاً في مهنته بالإضافة إلى نموه في مادتــه العلمية وتعمقه فيها ، فعلى المعلم أن يقرأ في الكتب التربوية الخاصة بمهنة التدريس، ليتعرف على أساليب التدريس والوسائل التعليمية اللازمة لعمله ، وأن يتعرف على فن التعامل مع التلاميذ وعلى المناهج التعليمية وكيفية التعامل معها وهذا لا يتحقق إلا إذا قام بالبحوث والدراسات الخاصة بالأمور التربوية .
فعلى المعلم أن يمتلك القدرة على عرض الأفكار بطريقة سهلة وواضحة وجذابة في نفس الوقت ولا بد له من حسن استخدام الوسائل والتقنيات المعينة في التدريس وتوظيفها في تحقيق أهداف الدرس .( [61])
لقد صادف الميدان التربوي الكثير من الكفــاءات العلمية من المدرسين ولكنهم فشلوا في توصيل علمهم إلى تلاميذهم لأنهم لم يمتلكوا مهارة توصيل المعلومة ومهارة التدريس.
وإذا لم يستطيع المعلم من توصيل المعلومة للمتعلمين ولم يستطيع التعامل معهم بالأسلوب السليم فإنه سوف يسقط من عيونهم ، وعندها يكون قد فشل فشلاً ذريعاً .
ومن مفاخر المسلمين أنهم أدركوا أن العلم وحده لا يكفي ليكون سلاح المعلم ، وعرفوا أن لا بد من أن يضاف إلى المعلم فن التربية ليتمكن المدرس من دراسة نفسية الطفل والنزول إلى مستواه والاتصال العاطفي به ، ليكون ذلك جسراً يوصل المعلم من خلاله العلم إلى عقل التلاميذ .( [62])
6-المعلم مُبدع :
كلما كان المعلم مبدعاً ومبتكراً في طريقة تعامله مع طلابه كلما كان محبوباً لأن الروتين الدائم والرتابة في العمل يؤديان إلى الملل والسآمة والنفور ، ومن هنا على المعلم أن يجدد دائماً في أساليبه التدريسية وفي إعداد وسائله التعليمية وفي طريقة تقويمه وفي طريقة تعامله مع طلابه وفي الأنشطة اللاصفية التي يكلف بها طلابه وأن يعمل دائما على التجديد والإبتكار .
ومن هنا كان لابد للمعلم من كفايات علمية حتى يكون على مستوى المهنة التي يضطلع بها ومن هذه الكفايات :
(1) المعلم ذو ثقافة عامة واسعة :
كلما ازدادت ثقافة المعلم وسعة اطلاعه كلما كان أقدر على التعامل مع طلابه وتقديم المادة العلمية لهم ، والمعلم ذو الثقافة العالمية يستطيع أن يجذب الطلاب إليه ويجعلهم يحبونه ، لا اعتقادهم بأنه يمتلك قدرات عالية يمكن أن يستفيدوا منها ولهذا فعلى المعلم ( ألا يدع فناً من العلوم المحمودة ، ولا نوعاً من أنواعه إلا وينظر فيه نظراً يطلع به على مقصده وغايته ، ثم إن ساعده العمر ظل يتبحر فيه وإلا اشتغل بالأهم منه واستوفاه وتطرف من البقية فإن العلوم متفاوتة وبعضها مرتبط ببعض
ومن هنا أرى أن على المعلم أن لا يحصر نفسه في تخصصه فقط بل لا بد من الإطلاع على العلوم الأخرى ، والمعلم الناجح الذي يستطيع أن يأخذ من كل علم جانباً ولو بسيطاً .
من القضايا المؤسفة التي تحصل في مدارسنا أن مدرس مادة علمية يجهل بعض القضايا التاريخية أو الجغرافية لبلده وأمته بحجة أنه علمي ومتخصص في المواد العلمية أو العكس تجد مدرساً للمواد الاجتماعية أو الفلسفية قد نسي أبسط القواعد أو المعارف العلمية فنجده يعطي بعض الأمثلة أو المعلومات الخاطئة حولها مما يثير الضحك والاستهزاء من قبل تلاميذه .
فلابد إذن من إلمام المعلم بالثقافة الواسعة ، لأن وظيفة المدرس هي تقديم التلميذ لمجتمعه وتقديم المجتمع للتلميذ ( [56])
(2) متعمق في مادته :
من الأمور البارزة التي تجذب المعلم إلى المتعلمين وتكسبه احترامهم غزارة المادة العلمية التي يمتلكها ، فإذا أراد المعلم أن يمتلك قلوب تلاميذه لا بد أن يملك عقولهم بما يقدمه لهم من علم ومعرفة .
( وإذا أراد المعلم أن يحقق ذاته ويُحتَرم من تلاميذه أن يطالب نفسه في كل يوم باستفادة علم جديد ، ويحاسبها على ما حصّله ، ويجتهد في الاشتغال في العلم قراءة ومطالعة وتعليماً ومباحثة ومذاكرة وفكراً وحفظاً وإقراءً غيرها) ( [57])
ومن هنا نرى أن المعلم الجيد لا يقطع صلته بالمادة التي يعلمها أبداً ،إنه يقرأ بتوسعٍ وتعمقٍ ، ويقبل على الدراسة والبحث بشغف ، ليتمكن لمَّ أطراف المادة وتقديمها بأحسن صورة لطلابه ، ولا يكتفي أبداً بما يجده في الكتاب المدرسي ، ولا بد أن يتوقع من تلاميذه أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات دقيقة وواضحة ، وبدون سعة الإطلاع لا يستطيع الإجابة .
ومما يؤسف له ما نجده من انصراف المعلمين بشكل عام عن المطالعة والبحث واقتصارهم على ما تقدمه لهم الكتب المدرسية المقررة حتى أصبحوا نسخاً عنها ، بل ونجد من المعلمين من ينزعج إذا تم تحويله من مرحلة دراسية إلي أخرى لأنه سوف يتعامل مع كتب ومناهج جديدة ، والأدهى والأمر أنه إذا كلّف ببحث أو دراسة فإنه يشعر وكأنه كُلّف بنقل جبل من مكانه وإذا كلًف خاطره وقام بهذا البحث فإنه يقوم به على مضض ولا يكلف نفسه أن يعده إعداداً علمياً سليماً .
(3) المعلم باحث ونامٍ في مادته :
من القضايا التي تجذب المعلم إلى طلابه وتغرس في نفوسهم حبه واحترامه ، أن يأتيهم بالجديد دائماً ، ويأبى أن يشرب طلابه من الماء الراكد أو يأكلوا طعاماً من اليوم الفائت . وإنما يحاول أن يأتيهم بالجديد في كل حصة ، ولا يكون له ذلك إلا إذا كان دائم البحث والإطلاع ، وطلب العلم والسهر عليه .
إن العالم اليوم شديد التغير ، يعيش ثورة تكنولوجية هائلة ، يتبعها ثورة معرفية موازية لها ومن لا يتابع كل جديد ، يجد نفسه متأخراً وقد فاته الركب .
إن المعلم الذي لا يطور نفسه ويبحث بجد واجتهاد سيجد نفسه يركض خلف طلابه ولا يستطيع اللحوق بهم مهما أسرع الخطى .
ومن الأمثلة الشاهدة على ذلك أن طالباً سأل مدرساً في حصة الحديث الشريف عن درجة صحة الحديث الذي يدرسهم إياه فقال المعلم سوف آتيك بالإجابة غداً أو في الحصة القادمة . وبعد مدة سأل الطالب أستاذة ، هل تحققت من صحة الحديث يا أستاذ؟ فأجابه المعلم لم استطع التحقق منه لأنه ليس لدى مصدر موثوق حتى أتحقق منه ، أنا آسف . فقال الطالب : لا بأس يا أستاذ ! خذ هذه الورقة فقد راجعت الحديث بنفسي على جهاز الحاسب الآلي من موسوعـة الحديث الشـــريف و أحضرته لك مخرجاً من خمسة عشر مرجعاً ومطبوعاً بنفس خط كتابة الحديث الشريف في الكتب المعتمدة .
لقد سبق هذا الطالب أُستاذه ، فان لم يتدارك المدرس نفسه في البحث والاجتهاد واستخـــدام الوسائل الحديثة ، ويكون طالب علم حقيقي فســوف يتجاوزه طـــلابه
ولا أظن أن مدرساً يتجاوزه طلابه علمياً يمكن أن يكون محبوباً لديهم ، بل على العكس سوف يعتبر متخلفاً لا يستحق الحب والتقدير .
فعلى معلم التربية الإسلامية أن يكون ملماً بكل الفنون التي يمكن أن تسخر لخدمة المادة العلمية، ولا يرحم الطلاب المعلم الذي يقول أنا لا أعرف استخدام الحاسوب وليس عندي حاسوب في وقت أصبح الأطفال يستخدمونه .
4- المعلم متواضع وموضوعي :
قال تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء "( [58])
المعلم الحقيقي هو الذي يعرف قيمة العلم ، ويعرف أنه مهماً تعلم وارتقى في علمه يبقى طالب علم ولا يمكن أن يغتر بعلمه ، وبالتالي فإن المعلم المتواضع في علمه لا يتردد في أن يقول لا أدري إن كان لا يدري ، وكم يكبر المعلم في عيون تلاميذه ويكبر حبهم له عندما يقف أما مهم يقول لا أدري ، بل إن الأهمَّ من ذلك أن يعترف بخطئه ويتراجع عنه ، فهو ليس معصوماً عن الخطأ، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل
إن المعلم يعرف الكثير فإذا سئل وقال لا أدري فإن ذلك لا يضع من قدره كما يظن بعض الجهلة ، بل يرفعه ، لأنه دليل على ثقته بنفسه ،وقوة دينه وتقواه ، وطهارة قلبه ، وكمال معرفته وحسن نيته … وإنما يأنف من قول لا أدري من ضعف ديانته وقلة معرفته ، لأنه يخاف من سقوطه من أعين الحاضرين ، وهذه جهالة ورقة دين ، وربما يشتهر خطؤه بين الناس فيقع فيما فرّ منه ويتصف عندهم بما احترز عنه ( [59])
فالمعلم إذا شعر بخطأ صدر عنه سارع إلى الرجوع عنه انطلاقاً من الأمانة العلمية حيث الأمانة من لوازم الإيمان .
سئل العلامة ابن باديس رحمه الله عن مسألة فقهية ، فأفتى فيها بغير المشهور ، ولما تبيّن له الصواب رجع إليه ، ونبه على ذلك الخطأ وأورد الصواب في مجلة الشهاب ، وقد كان يكفيه أن يوضح تلك المسألة للسائل فحسب ، وعلل صنيعه ذلك قائلاً :" أردت أن تكون لكم درساً في الرجوع إلى الحق وأضاف موضحاً : تركت لكم مثلاً أنه إذا كان الإنسان عالما يجب عليه أن يعيش للعلم " ( [6.])
ويذكر أحد الموجهين أنّه حضر حصة تلاوة عند أحد المعلمين ، وأثناء تلاوة المعلم أخطأ في تلاوة كلمة ولم ينتبه لنفسه وبعد أن انتهى من التلاوة طلب من أحد الطلبة أن يتلو الآيات ، وأثناء تلاوة الآيات قرأ الطالب الكلمة خطأ كما قرأها المعلم ، فأوقفه المعلم وصوّب له الخطأ فقال الطالب أنت قرأتها هكذا يا أستاذ ، فقال المعلم إن كنت قرأتها هكذا فقد أخطأت وأنا آسف والصواب أن تقرأها هكذا .. فقال الطالب مسروراً شكراً يا أستاذ .
لا شك أن المعلم الذي يقول لا أدري عندما لا يدري ويعترف بخطئه إذا أخطأ يكسب ثقة تلاميذه ومحبتهم ويقبلون عليه بالسؤال والاستفسار ، لشعورهم بأنه صاحب حقيقة يجهر بها ولا يخشى في الله لومة لائم.
5 -المعلم نامٍ مهنياً :
المعلم الناجح يجب أن يكون ناميــاً في مهنته بالإضافة إلى نموه في مادتــه العلمية وتعمقه فيها ، فعلى المعلم أن يقرأ في الكتب التربوية الخاصة بمهنة التدريس، ليتعرف على أساليب التدريس والوسائل التعليمية اللازمة لعمله ، وأن يتعرف على فن التعامل مع التلاميذ وعلى المناهج التعليمية وكيفية التعامل معها وهذا لا يتحقق إلا إذا قام بالبحوث والدراسات الخاصة بالأمور التربوية .
فعلى المعلم أن يمتلك القدرة على عرض الأفكار بطريقة سهلة وواضحة وجذابة في نفس الوقت ولا بد له من حسن استخدام الوسائل والتقنيات المعينة في التدريس وتوظيفها في تحقيق أهداف الدرس .( [61])
لقد صادف الميدان التربوي الكثير من الكفــاءات العلمية من المدرسين ولكنهم فشلوا في توصيل علمهم إلى تلاميذهم لأنهم لم يمتلكوا مهارة توصيل المعلومة ومهارة التدريس.
وإذا لم يستطيع المعلم من توصيل المعلومة للمتعلمين ولم يستطيع التعامل معهم بالأسلوب السليم فإنه سوف يسقط من عيونهم ، وعندها يكون قد فشل فشلاً ذريعاً .
ومن مفاخر المسلمين أنهم أدركوا أن العلم وحده لا يكفي ليكون سلاح المعلم ، وعرفوا أن لا بد من أن يضاف إلى المعلم فن التربية ليتمكن المدرس من دراسة نفسية الطفل والنزول إلى مستواه والاتصال العاطفي به ، ليكون ذلك جسراً يوصل المعلم من خلاله العلم إلى عقل التلاميذ .( [62])
6-المعلم مُبدع :
كلما كان المعلم مبدعاً ومبتكراً في طريقة تعامله مع طلابه كلما كان محبوباً لأن الروتين الدائم والرتابة في العمل يؤديان إلى الملل والسآمة والنفور ، ومن هنا على المعلم أن يجدد دائماً في أساليبه التدريسية وفي إعداد وسائله التعليمية وفي طريقة تقويمه وفي طريقة تعامله مع طلابه وفي الأنشطة اللاصفية التي يكلف بها طلابه وأن يعمل دائما على التجديد والإبتكار .
????- زائر
مواضيع مماثلة
» المعلم تحت مظلة جودة التعليم
» خطة الإخلاء بالمعاهد والمنشآت التعليمية
» معايير ومؤشرات الفاعلية التعليمية
» معايير المعلم ( الهيئة القومية لضمان جودة التعليم )
» ما توفره المؤسسة التعليمية لفريق المراجعة
» خطة الإخلاء بالمعاهد والمنشآت التعليمية
» معايير ومؤشرات الفاعلية التعليمية
» معايير المعلم ( الهيئة القومية لضمان جودة التعليم )
» ما توفره المؤسسة التعليمية لفريق المراجعة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى